غيبته في الفترة القصيرة التي تسبق ظهوره. وأن هؤلاء الأصحاب غير الابدال الذين يكونون معه، أو على صلة به. وغير الاثني عشر الذين يجمع كل منهم على أنه قد رآه فيكذبونهم. بل يكونون من الأخيار الباحثين عنه من أمثال العلماء السبعة الذين تقدم ذكرهم.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال " يقبل القائم عليه السلام في خمسة وأربعين رجلا من تسعة أحياء: من حي رجل، ومن حي رجلان، ومن حي ثلاثة، ومن حي أربعة، ومن حي خمسة، ومن حي ستة، ومن حي سبعة، ومن حي ثمانية، ومن حي تسعة. ولا يزال كذلك حتى يجتمع له العدد " البحار ج 52 ص 309، والمقصود أنه يقبل في مقدمات ظهوره، أو يقبل إلى مكة، ولا يبعد أن تكون المجموعتان المذكورتان في الروايتين مجموعة واحدة، وهي التي تصل إلى مكة قبل بقية الأصحاب.
ويبدو أن أصحابه المفقودين عن أفرشتهم، الذين ينقلون من بلادهم إلى مكة بغمضة عين بقدرة الله عز وجل، أفضل من الذين يصلون قبلهم.
أما الذين يسيرون إليه نهارا في السحاب كما تذكر الروايات، ويكونون معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم، أي يأتون إلى مكة بشكل طبيعي لا يثير الناس. فهم أفضل أصحابه على الاطلاق. ولا يبعد أن يكونوا هم الابدال الذين يعيشون معه، أو يقومون بأعماله في أنحاء العالم، ويعرفون موعد ظهوره بالتحديد، فيصلون في الموعد.
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " إن صاحب هذا الامر محفوظ (محفوظة) له أصحابه، لو ذهب الناس جميعا أتى الله بأصحابه. وهم الذين قال لهم (فيهم) الله عز وجل " فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " وهم الذين قال الله فيهم " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين،