عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥٦
يوسف وهذا أخي " البحار ج 51 ص 142.
وبناء على هذه الروايات وأمثالها، فإن حالته عليه السلام في غيبته تشبه حالة يوسف عليه السلام، ونوع عمله فيها من نوع عمل الخضر عليه السلام الذي كشف لنا القرآن بعض عجائبه. بل يظهر منها أنهما يعيشان معا ويعملان معا عليهما السلام. والمرجح أن يكون كثير من أعماله بواسطة أصحابه الابدال وتلاميذهم، الذين تطوى لهم الأرض والمسافات، ويهديهم ربهم بإيمانهم، وبتعليمات المهدي عليهم السلام. بل وردت الأحاديث الشريفة والقصص الموثوقة بطي الأرض والمشي على الماء، وغيرها من الكرامات، لمن هم أقل منهم درجة ومقاما، من أولياء الله وعباده الصالحين نعم، لقد أجرى الله سبحانه الأمور والاحداث بأسبابها، من أكبر حدث في هذا العالم إلى أصغره. ولكنه سبحانه يهيمن على هذه الأسباب ويتصرف بها كيف يشاء، بما يشاء، وعلى يد من يشاء من ملائكته وعباده. وان كثيرا من الاحداث والأمور التي يبدو لنا أنها حدثت أو تحدث بأسباب طبيعية، لو انكشف لنا الواقع لرأينا فيها يد الغيب الإلهي.
فعندما أراد شرطة الملك أن يأخذوا السفينة التي خرقها الخضر عليه السلام فوجدوها معيوبة وتركوها، لم يلتفتوا إلى أن في الامر فعلا غيبيا. وكذلك عندما عاش أبوا الغلام حياتهما بالايمان، وقاما بما أراد الله تعالى منهما، لم يعرف أن ابنهما لو بقي حيا لأرهقهما طغيانا وكفرا. وعندما كبر اليتيمان ووجدا كنزهما محفوظا تحت الجدار واستخرجاه، لم يعرف أن الخضر عليه السلام لو لم يبن الجدار لانكشف الكنز، أوضاع مكانه.
وإذا كانت هذه الاحداث الثلاثة التي كشف الله تعالى عنها في كتابه، قد صدرت من الخضر في مرافقته القصيرة لموسى عليهما السلام،
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»