عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥٩
وأيا كان، فالذي يفهم من الروايات الشريفة أن فترة الستة أشهر، أي من خروج السفياني والنداء إلى ظهوره عليه السلام في محرم، تكون حافلة بنشاطه ونشاط أصحابه عليهم السلام، وتظهر للناس الكرامات والآيات على أيديهم وأيدي من يتصل بهم، وأن ذلك سيكون حدثا عالميا يشغل الناس والدول على السواء. أما الشعوب الاسلامية والمستضعفة فتعمها موجة الحديث عن المهدي عليه السلام وكراماته واقتراب ظهوره.
وتكون هذه الموجة تمهيدا شعبيا مناسبا لظهوره. ولكنها تكون في نفس الوقت أرضية خصبة للكذابين والمشعوذين لادعاء المهدية ومحاولة تضليل الناس. فقد ورد أن اثنتي عشرة راية تدعي المهدية ترفع قبل ظهوره عليه السلام، وأن اثني عشر شخصا من آل أبي طالب يرفع كل منهم راية ويدعو إلى نفسه، وجميعها رايات ضلال، محاولات دنيوية لاستغلال موجة تطلع المسلمين وشعوب العالم إلى ظهوره عليه السلام.
فعن المفضل بن عمرو الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام قال سمعته يقول: " إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا (سبتا) من دهركم، وليمحص (ولتمحصن) حتى يقال مات أو هلك، بأي واد سلك. ولتدمعن عليه عيون المؤمنين. ولتكفؤن كما تكفأ السفن أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان، وأيده بروح منه. ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدرى أي من أي!.
قال المفضل: فبكيت، فقال (لي) ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية لا يدرى أي من أي، فكيف نصنع؟ قال، فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم. قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس " البحار ج 52 ص 281، أي لا تخشوا أن يشتبه عليكم أمر المهدي عليه السلام بأمر من يدعي المهدية، لان أمره أوضح
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»