عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥٧
فلنا أن نتصور أعماله الكثيرة التي يقوم بها في أيامه الحافلة وعمره المديد.
وقد ورد في الحديث عن النبي (ص) وعن أهل بيته (ع) قوله " رحم الله (أخي) موسى، عجل على العالم. أما إنه لو صبر لرأى منه من العجائب ما لم ير " البحار ج 13 ص 301.
ولنا أن نتصور عمل الإمام المهدي عليه السلام في غيبته، وهو أعظم مقاما من الخضر عليه السلام برواية جميع المسلمين، لأنه أحد سبعة روي إنهم سادات أهل الجنة وخيرة الأولين والآخرين، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال " نحن سبعة ولد عند المطلب سادة أهل الجنة: أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي " البحار ج 51 ص 65 والصواعق المحرقة ص 158 وغير هما من مصادر الفريقين.
فالله يعلم بما يقوم به المهدي ووزيره الخضر وأصحابه الابدال، وتلاميذهم أولياء الله، عليهم السلام، من أعمال في طول العالم وعرضه، وفي أحداثه الكبيرة والصغيرة. ومن الطبيعي أن لا ينكشف وجه الحكمة في غيابهم وعملهم عليهم السلام، الا بعد ظهورهم، واطلاعنا على ما كانوا يقومون به من عمل، في عصرنا والعصور السابقة، أو على جزء يسير منه.
وقد يكون أحدنا مدينا لهم بعمل أو أكثر قاموا له به في حياته، فضلا عن مسار التاريخ وأحداثه الكبرى.
وينبغي الالفات إلى أن هذه العقيدة بغيب الله تعالى وعمل الإمام المهدي والخضر والابدال عليهم السلم تختلف عن نظريات المتصوفة وعقائدهم في القطب والابدال، وإن كانت تشبهها من بعض الوجوه. بل يحاول بعضهم أن يطبقها على المهدي وأصحابه عليهم السلام. قال الكفعمي رحمه الله في حاشية مصباحه، كما في سفينة البحار مادة - قطب " قيل إن الأرض لا تخلو من القطب، وأربعة أوتاد، وأربعين بدلا، وسبعين نجيبا،
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»