ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " البحار ج 51 ص 361، والظاهر أن المقصود بمن يدعي المشاهدة قبل هذين الحدثين: من يدعي السفارة لصاحب الامر عليه السلام، وليس مجرد التشرف برؤيته أو خدمته دون ادعاء النيابة، أو دون التحدث بذلك. فقد استفاضت الروايات برؤيته عليه السلام من قبل العديدين من العلماء والأولياء الثقات الأصحاء. ولعل هذا سبب التعبير بنفي المشاهدة لا الرؤية.
ويدل التوقيع الشريف على أن الغيبة التامة الكبرى تنتهي بخروج السفياني والصيحة. وتكون الغيبة بعدها اختفاء شبيها بالغيبة الصغرى مقدمة للظهور، أي يكون فيها الإمام عليه السلام متخفيا عن أعين الظالمين وأجهزة مخابراتهم، ولكنه يتصل بأنصاره، ويتشرف العديد منهم بلقائه، وقد ينصب سفراء يكونون واسطة بينه وبين المؤمنين.
بل يبدو من الرواية التالية أنه يظهر بعد خروج السفياني ثم يختفي إلى وقت ظهوره الموعود في محرم، ففي رواية حذلم بن بشير عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال " فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يظهر بعد ذلك " البحار ج 52 ص 213، ولا تفسير لها على مذهبنا الا أنه عليه السلام يظهر للناس بعد خروج السفياني في رجب، ثم يختفي إلى وقت ظهوره المحدد في محرم. ولم تحدد الرواية هل يكون هذا الظهور قبل النداء السماوي في شهر رمضان أو بعده.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال " لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم " البحار ج 52 ص 244، ويبدو أنهم رجال صادقون بقرينة تعبيره عليه السلام عن اجماعهم على رؤيته، وتعجبه من تكذيب الناس لهم، أي عامة الناس. ويظهر أن رؤيتهم له عليه السلام تكون في تلك الفترة التي يظهر فيها في خفاء