عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥٤
ليستبين، فيعلو ذكره ويظهر أمره.
وعلى هذا، فمن المرجح أنه يقوم عليه السلام في تلك الفترة بدوره القيادي بشكل شبه كامل، ويصدر توجيهاته في تلك الظروف الحساسة إلى دولة الممهدين اليمانيين ودولة الممهدين الإيرانيين، ويتصل بأنصاره أولياء الله تعالى في شتى بلاد المسلمين.
ومن أجل أن نتصور عمله في فترة الظهور الصغرى هذه، نتعرض باختصار لعمله في غيبته. فقد ذكرت بعض الروايات أنه روحي فداه يسكن المدينة المنورة، ويلتقي بثلاثين، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " لابد لصاحب هذا الامر من غيبة، ولابد له في غيبته من عزلة. ونعم المنزل طيبة، وما بثلاثين من وحشة " البحار ج 52 ص 157.
وتدل روايات أخرى على أنه يعيش مع الخضر عليهما السلام فعن الإمام الرضا عليه السلام قال " إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وإنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنه ليحضر حيث ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه. وانه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف في عرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين. وسيؤنس الله به وحشة قائمنا عليه السلام ويصل به وحدته ". البحار ج 52 ص 152.
ويبدو من الرواية المتقدمة وغيرها أن هؤلاء الثلاثين من أصحاب المهدي عليه السلام يتجددون دائما، فكلما توفي منهم واحد حل محله آخر.
وإن كان يحتمل أن يمد الله تعالى في عمر بعضهم كما مد في عمر الخضر والمهدي عليهما السلام. ولعلهم الابدال المقصودون بالفقرة الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام في دعاء النصف من رجب، بعد الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله " اللهم صل على الابدال والأوتاد، والسياح والعباد، والمخلصين
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»