عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥٨
وثلاث مئة وستين صالحا. فالقطب هو المهدي صلوات الله عليه، ولا تكون الأوتاد أقل من أربعة، لان الدنيا كالخيمة والمهدي كالعمود، وتلك الأربعة أطناب.
وقد يكون الأوتاد أكثر من أربعة، والابدال أكثر من أربعين، والنجباء أكثر من سبعين، والصالحون أكثر من ثلاث مئة وستين. والظاهر أن الخضر وإلياس عليهما السلام من الأوتاد، فهما ملاصقان لدائرة القطب.
وأما صفة الأوتاد، فهم لا يغفلون عن الله طرفة عين، ولا يجمعون من الدنيا إلا البلاغ، ولاتصدر منهم هفوات البشر، ولا يشترط فيهم العصمة. وشرط ذلك في القطب.
وأما الابدال، فدون هؤلاء في المرتبة، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر، ولا يتعمدون ذنبا.
وأما الصالحون، فهم المتقون الموصوفون بالعدالة، وقد يصدر عنهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم، قال الله تعالى " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا، فإذا هم مبصرون ".
ثم ذكر رحمه الله أنه إذا نقص واحد من إحدى المراتب المذكورة، حل محله آخر من المرتبة الأدنى. وإذا نقص من الصالحين، حل محله آخر من سائر الناس ".
وما ذكره رحمه الله عن نبي الله إلياس عليه السلام، وأنه من الاحياء الذين مد الله في عمرهم لحكمة يعلمها، مطابق لما ذهب إليه عدد من المفسرين في تفسير الآيات الواردة فيه عليه السلام. وقد وردت عدة روايات عن أهل البيت عليهم السلام في أمره، وأنه حي قد مد الله في عمره كالخضر عليهما السلام، وأنهما يجتمعان في عرفات كل سنة، وفي غيرها.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»