عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥١
هرجا. قال، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال هده في النصف من رمضان ليلة جمعة، فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن. في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فأدخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم. فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس. فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك " إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين.
وهذا النداء الأرضي المضاد الذي تذكره الأحاديث، قد يكون نداء إبليس حقيقة كما نادى يوم أحد: قتل محمد صلى الله عليه وآله ويحتمل أن يكون نداء إبليس بواسطة أعوانه أبالسة الاعلام العالمي، حيث تقترح عبقرياتهم مواجهة الموجة الاسلامية العالمية التي يحدثها النداء بنداء مشابه مضاد.
وأما القتال الذي يدعو النداء السماوي إلى وقفه، فلا يبعد أن يكون الحرب العالمية التي تقدم الحديث فيها، وذكرنا أنها قد لا تكون حربا نووية، بل على شكل حروب متعددة، وفقا لما تذكره الأحاديث من أنه في سنة الظهور تكثر الحروب في الأرض.
كما ينبغي الالفات إلى أنه يوجد تفاوت بين الروايات في وقت النداء. فقد ذكر بعضها أنه يكون في شهر رمضان كما رأيت، وذكر بعضها أنه يكون في رجب كما في البحار ج 52 ص 789، وذكر بعضها أنه يكون في موسم الحج كما في مخطوطة ابن حماد 92، وفي محرم وبعد قتل النفس الزكية كما في ص 93، ويفهم من بعض الروايات أنها نداءات متعددة، بل ينص بعضها على ذلك. وقد أوصل أحد العلماء النداءات الواردة في مصادرنا الشيعية إلى ثمانية، وهي تقرب من ذلك في المصادر السنية. ولكن المرجح أنها نداء سماوي واحد في شهر رمضان، وأن تصور
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»