عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٥٢
أنه يكون متعددا نشأ من تفاوت الروايات في توقيته، والله العالم.
بعد هاتين الآيتين، أي بعد خروج السفياني في رجب، والنداء السماوي في رمضان، يكون بقي لظهور المهدي عليه السلام في محرم نحو ستة أشهر. وتذكر مصادر الحديث السنية عددا من أعماله عليه السلام في هذه الفترة، تتلخص باتصاله بأنصاره في المدينة المنورة ثم في مكة المكرمة، وبالتقائه مع الذين يأتون من أقطار العالم الاسلامي على شوق وتخوف يبحثون عنه ليبايعوه. ومنهم سبعة من العلماء من بلدان شتى يلتقون في مكة على غير ميعاد، ويكون كل واحد منهم أخذ البيعة من ثلاث مئة وثلاثة عشر متدينا مخلصا في بلده، وجاء يبحث عن المهدي عليه السلام ليبايعه عن نفسه وعن جماعته، طمعا في أن يقبلهم المهدي عليه السلام، فيكونون أصحابه الموعودين على لسان النبي صلى الله عليه وآله، وسيأتي ذكر ذلك.
وفي مصادرنا الشيعية، تعتبر هذه الأشهر الستة مرحلة الظهور الخفي بعد الغيبة الكبرى التامة. والظاهر أنها المقصودة بالحديث الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام " يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره، ويظهر أمره " البحار ج 52 ص 3، والمعنى أنه عليه السلام يظهر أولا بالتدريج، ثم يتضح أمره للناس ويستبين. ويحتمل أن يكون المعنى أنه يظهر بالتدريج لكي يختبر أمره واستجابة الناس له ويستبين ذلك.
ويدل على هذه الفترة أيضا مضافا إلى الخبر المتقدم عدة أخبار أخرى فيها صحيح السند، ومن أوضحها التوقيع الصادر منه عليه السلام إلى سفيره علي بن محمد السمري رضوان الله عليه قال " وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا ومن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر،
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»