والزهاد، وأهل الجد والاجتهاد " مفتاح الجنات ج 3 ص 50.
ومن المرجح أن يكون لهؤلاء الأولياء الثلاثين وأكثر، دور في الأعمال التي يقوم بها المهدي عليه السلام في غيبته. فقد دلت الاخبار المتعددة على أنه يقوم بنشاط واسع، ويتحرك في البلاد المختلفة، ويدخل الدور والقصور، ويمشي في الأسواق، ويحضر موسم الحج في كل عام. وأن سر غيبته لا ينكشف الا بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة في أعمال الخضر الا بعد أن كشفها لموسى عليهما السلم. فعن عبد الله بن الفضل قال " سمعت جعفر بن محمد عليه السلام (الإمام الصادق) يقول: " إن لصاحب هذا الامر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل. فقلت له: ولم جعلت فداك؟ قال:
لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ فقال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره. إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلا وقت افتراقهما. يا ابن الفضل، إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله. ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف لنا ". البحار ج 52 ص 91.
عن محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه قال " والله إن صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة. يرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه " البحار ج 51 ص 250.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال " وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف؟ أن يكون؟؟ في أسواقهم، ويطأ بسطهم، وهم لا يعرفونه. حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه، كما أذن ليوسف حين قال " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون. قالوا أئنك لانت يوسف؟! قال أنا