من الشمس، بآياته التي تكون قبله ومعه، وشخصيته التي لا تقاس بالمدعين والكذابين.
ومن ناحية أخرى، ستأخذ الدولتان الممهدتان له عليه السلام، اليمانية والإيرانية، موقعا سياسيا هاما في أحداث العالم وتطلعات شعوبه.
وتكونان بحاجة أكبر إلى توجهاته عليه السلام.
على أنه يفهم من الروايات ومن منطق الأمور أن رد الفعل السياسي الأكبر على هذه الموجة الشعبية للمهدي عليه السلام، سيكون من أعدائه أئمة الكفر العالمي، وصاحبهم السفياني، وسيتركز عملهم كما تذكر الروايات، على معالجة وضع العراق والحجاز، باعتبارهما نقطة الضعف في المنطقة. أما العراق فالنفوذ الممهدين الإيرانيين فيه وضعف حكومته. وأما الحجاز فللفراغ السياسي فيه، وصراع القبائل على السلطة، ونفوذ الممهدين اليمانيين فيه. والامر الأهم في الحجاز أن أنظار المسلمين تتوجه نحوه، وتنتظر ظهور المهدي منه، حيث ينتشر بين الناس أنه عليه السلام يسكن المدينة، وأن حركته ستكون من مكة، ولهذا يتركز فعلهم السياسي والعسكري المضاد للمهدي عليه السلام على الحرمين، ويبدأ السفياني حملته العسكرية على المدينة، ويقوم باعتقال واسع لبني هاشم على أمل أن يكون المهدي من بينهم، ويقتل عددا منهم كما مر.
ولابد أن يرافق غزو السفياني للعراق والحجاز تحرك عسكري من الغربيين والشرقيين في الخليج والبحر المتوسط، لأهمية المنطقة الستراتيجية.
والمرجح أن يكون نزول قوات الروم في الرملة، ونزول قوات الترك في الجزيرة المذكورين في الروايات المتعددة - أن يكون في تلك الفترة، أو قريبا منها.