عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٧٤
ولا يفقد غائبهم ".
وثورة الزنج بقيادة القرمطي مشهورة في مصادر التاريخ، وقد انطبقت عليها الأوصاف التي وصفها بها أمير المؤمنين عليه السلام بشكل دقيق فكانت ردة فعل للظلم والترف واضطهاد العبيد والمستضعفين، وكان جيشها من الزنوج العبيد الحفاة الذين لا خيل لهم.
وأما خرابها الذي هو من علامات ظهور المهدي عليه السلام، فقد ورد فيه عدة روايات تذكر أن البصرة من المؤتفكات المذكورة في القرآن الكريم أي المدن المنقلبات بأهلها بالخسف والعقاب الإلهي، وأن البصرة ائتفكت ثلاث مرات وبقيت الرابعة.
ففي شرح النهج لابن ميثم البحراني قال " لما فرغ أمير المؤمنين عليه السلام من أمر الحرب لأهل الجمل (من أمر أهل الجمل) أمر مناديا أن ينادي في أهل البصرة أن الصلاة جامعة لثلاثة أيام (من غد إن شاء الله) ولا عذر لمن تخلف الا من حجة أو عذر، فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا. فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج عليه السلام فصلي بالناس الغداة في المسجد الجامع، فلما قضى صلاته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلي فخطب الناس، فحمد الله وأنثى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، ثم قال:
" يا أهل البصرة، يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة.
يا جند المرأة وأعوان البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر فانهزمتم (فهربتم) أخلاقكم دقاق، ودينكم نفاق، وماؤكم زعاق. بلادكم أننن بلاد الله تربة، وأبعدها من السماء، بها تسعة أعشار الشر. المختبس فيها يذنبه، والخارج منها بعفو الله. كأني أنظر إلى قريتكم هذه وقد طبقها الماء حتى ما يرى منها الا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»