عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٧٨
بكاء النبي صلى الله عليه وآله عليهم. وتحدد الرواية الأولى مكان شهادتهم بين البصرة والأبلة التي هي اليوم حي من البصرة تقع قربه محطة القطار. بينما تذكر رواية ابن قتيبة أن مكان شهادتهم عند مسجدها الجامع الذي يظهر أن المقصود به مسجد البصرة.
ولابد أن تكون حادثة استشهادهم قبل ظهور المهدي عليه السلام، لأنه لا جبابرة أو مستكبرون بعد ظهوره حتى يكون هؤلاء الشهداء مستضعفين أذلة عند هؤلاء المتكبرين كما وصفتهم الرواية. ولكن لا توجد إشارة على تحديد زمنهم. كما لا تحدد الرواية بوضوح من يقتلهم، ولعل كلمة " اخوان " مصحفة عن كلمة أخرى.
والدجال المذكور أنه يكون بعدهم وأتباعه السبعون ألفا من النصارى أصحاب الأناجيل لا يبعد أن يكون غير الدجال الموعود أنه يظهر بعد المهدي عليه السلام. على أن رواية ابن قتيبة تقتصر على ذكر شهداء الأبلة فقط ولا تذكر هذا الدجال. ولم يذكر ابن ميثم رحمه الله المصدر الذي أخذ منه الرواية. وهي تحتاج إلى مزيد من التتبع والتحقيق. والله العالم.
وجاء في تفسير نور الثقلين في تفسير قوله تعالى " وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة " آية 9 - الحاقة، أن المؤتفكات هي البصرة.
وفي تفسير قوله تعالى " والمؤتفكة أهوى " النجم - 53 عن الإمام الصادق عليه السلام قال " هم أهل البصرة، وهي المؤتفكة ".
وفي تفسير قوله تعالى " وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات " عن الإمام الصادق عليه السلام " أولئك قوم لوط، ائتفكت عليهم: انقلبت عليهم ".
وفيه نقلا عن " كتاب من لا يحضره الفقيه " عن جويرية بن مسهر العبدي قال " أقبلنا مع أمير المؤمنين عليه السلام من قتل الخوارج حتى إذ قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين عليه السلام ونزل الناس،
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»