عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٧٣
رغا فأجبتم، وعقر فهربتم. أخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وماؤكم زعاق. المقيم بينكم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه. كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة، وقد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها ". قال ابن أبي الحديد: " فأما إخباره عليه السلام أن البصرة تغرق ما عدا المسجد الجامع بها، فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على أن البصرة تهلك بالماء الأسود ينفجر من أرضها، فتغرق ويبقى مسجدها.
والصحيح أن المخبر به قد وقع. فان البصرة غرقت مرتين، مرة في أيام القائم بأمر الله، غرقت بأجمعها ولم يبق منها الا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر، حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام. جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الان بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام. وخربت دورها وغرق كل ما في ضمنها. وهلك كثير من أهلها. وأحد هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة يتناقله خلفهم عن سلفهم " ا. ه‍.
أما خرابها بسبب ثورة الزنج التي وقعت أيضا في زمن العباسيين في منتصف القرن الرابع، فقد أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام أكثر من مرة، من قبيل الخطبة 128 التي قال فيها " يا أحنف، كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم، ولا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام ".
قال الشريف الرضي رحمه الله: " يومئ بذلك إلى صاحب الزنج ".
ثم قال عليه السلام " ويل لسكككم العامرة، والدور المزخرفة، التي لها أجنحة كأجنحة النسور. وخراطيم كخراطيم الفيلة، من أولئك الذين لا يندب قتيلهم،
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»