والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك. فيقول له القائم: أسكت يا فلان. إي والله، إن معي عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله. هات يا فلان العيبة أو الزنفيلجة، فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول: جعلني الله فداك، أعطني رأسك أقبله، فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه، ثم يقول: جعلني الله فداك جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة " البحار ج 52 ص 343، والعيبة والزنفيلجة بمعنى الصندوق الصغير. والثعلبية مكان بالعراق من جهة الحجاز.
وبهذا العرض المجمل لمن يقتلهم المهدي عليه السلام في العراق، يظهر أنهم فئات متعددة من الشيعة والسنة، ومن المؤيدين للسفياني والمعارضين له، من علماء السوء والمجموعات والأحزاب وعامة الناس. ومن الطبيعي أن يكون فيهم فئات عميلة للروم والترك أيضا، أي الغربيين والروس.
ولكن بعد ذلك، يتنفس العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي عليه السلام، ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام المهدي ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم. وتصبح الكوفة والسهلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة، ويبكرون لأداء صلاة الجمعة خلف المهدي عليه السلام، في مسجده العالمي ذي الألف باب فلا يكاد الواحد أن يحصل على موضع صلاة بين عشرات الملايين القاصدة. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة. وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين. والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها (وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها والعلة