عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٢٤
الترك فيظهر عليهم، ثم يفسد في الأرض، ويدخل الزوراء فيقتل من أهلها ".
والخلاصة أن حملة السفياني على العراق تكون حملة شرسة مدمرة، وأنها تحقق هدفها إلى حد كبير في تقتيل شيعة المهدي عليه السلام. ولا تلاقي مقاومة هامة من السلطة. ولا مقاومة تذكر من الشيعة ما عدا ما ورد عن رجل من الموالي أي غير العرب من أنه يقاوم جيش السفياني بمجموعة صغيرة غير مسلحة فيقتلونه " ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة " البحار ج 52 238 وسنذكر قريبا رواية ابن حماد التي تنص على أنهم غير مسلحين إلا قليلا.
ولكن حملة السفياني لا تحقق هدفها الثاني في تحكيم سيطرته على العراق، بل لا تمضي على قواته إلا أسابيع قليلة حتى تصاب بالذعر من خبر وصول قوات الممهدين الخراسانيين واليمانيين الذين يبادرون مسرعين إلى العراق، فتقرر قوات السفياني الانسحاب أمامهم ولا تخوض معهم إلا معارك جانبية في عدة مواضع تنهزم فيها.
على أن الاحتمال الأقوى في سبب قرار السفياني أن يسحب قواته من العراق أنه يحتاج إليها أو إلى قسم كبير منها في دوره الجديد في الحجاز للقضاء على مركز الحركة في مكة بزعمه، حيث تذكر بعض الروايات أن الجيش الذي يرسله السفياني إلى الحجاز للقضاء على حركة المهدي عليه السلام يرسله من العراق، وبعضها يذكر أنه يرسله من الشام، ويمكن أن يكون قسم منه من الشام وقسم من العراق، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال " ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا. فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات سود من قبل خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم (فيهم) نفر من أصحاب القائم " البحار ج 52
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»