عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٢٠
أول جيش يرسله يكون لحرب الترك فيهزمهم. والظاهر أن المقصود بالجزيرة، التي تذكر أحاديث عديدة أن قوات الترك ينزلونها قبل السفياني، هي تلك المنطقة المسماة بهذا الاسم، والتي تفهم منه عندما يطلق غير مضاف، وليس جزيرة العرب أو غيرها. وكذا المقصود بنزول قوات الروم في الرملة هو رملة فلسطين كما يفهم من الروايات.
نعم يفهم من أحاديث الكنز المتقدمة ونهي النبي (ص) المسلمين عن المشاركة في القتال عليه، وعبارة " تنكب عليه الأمة " أن أطراف الصراع على الكنز مسلمون. ولكن ذلك لا يمنع أن تكون دولة تركيا طرفا ويساندها الترك الروس أو إخوان الترك كما ورد التعبير عنهم في أحاديث نزول قواتهم في الجزيرة. أما الروم والمغاربة فقد وردت بعض روايات تشير إلى أنهم من أطراف حرب قرقيسيا، ولكنها إشارات قليلة وضعيفة. ويحتمل أن يكون دخولهم لمساعدة السفياني، أو غير ذلك.
وأما القوى الأساسية المعادية للسفياني والمؤيدة للمهدي عليه السلام وهم اليمانيون والإيرانيون فلا يدخلون في حرب قرقيسيا، لأنها حرب بين أعدائهم، ولكن السبب الأهم على ما يبدو من الأحاديث هو انشغالهم بأحداث الظهور في الحجاز، والعمل على ترتيب اتصالهم وتوحيد قواتهم مع قوة الإمام المهدي عليه السلام الذي تكون بدأت حركة ظهوره في مكة.
وقد يكون السبب أيضا نشوب الحرب العالمية التي نرجح أن يكون وقوع مرحلة منها في هذه المرحلة كما سنذكره.
روى ابن حماد في مخطوطة ص 87 عن علي عليه السلام قال " إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة، بعث في طلب أهل خراسان. ويخرج أهل
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»