حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٨
صلاة الكسوف:
فإن قال قائل: فلم جعلت للكسوف صلاة؟
قيل: لأنه آية من آيات الله عز وجل لا يدري لرحمة ظهرت أم لعذاب؟
فأحب النبي (صلى الله عليه وآله) أن تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكرها كما صرف عن قوم يونس حين تضرعوا إلى الله عز وجل ".
لهذه الجهة فقد أمر الشارع بالصلاة عند كسوف الشمس وخسوف القمر وعند كل مخوف سماوي أو أرضي كالريح السوداء والحمراء والخسف وغير ذلك مما ذكره الفقهاء.
الحكمة في كيفية صلاة الآيات:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعلت عشر ركعات؟
قيل: لان الصلاة التي نزل فرضها من السماء إلى الأرض أولا في اليوم والليلة فإنما هي عشر ركعات فجمعت تلك الركعات وإنما جعل فيها السجود، لأنه لا يكون صلاة فيها ركوع إلا وفيها سجود ولكي يختموا أيضا صلاتهم بالسجود والخضوع وإنما جعلت أربع سجدات لان كل صلاة نقص سجودها من أربع سجدات لا تكون صلاة لان أقل الفرض السجود في الصلاة لا يكون إلا على أربع سجدات ".
صلاة الآيات ركعتان في كل واحدة خمسة ركوعات ينتصب بعد كل واحد فيها وسجدتان بعد الانتصاب من الركوع الخامس ويتشهد بعدهما ويسلم وقد حكى الإمام (عليه السلام) الحكمة في جعل عشر ركوعات لهذه الصلة وهي أنها ترمز إلى ما كلف به العباد من الصلاة أولا وهي عشر ركعات.
عيد الفطر:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل يوم الفطر عيدا؟
قيل: لكي يكون للمسلمين مجمع يجتمعون فيه ويبرزون إلى الله عز وجل فيحمدونه على ما من عليهم فيكون يوم عيد ويوم اجتماع ويوم فطر ويوم زكاة، ويوم رغبة، ويوم تضرع ولأنه أول يوم من السنة يحل فيه الأكل والشرب، لان أول شهور السنة عند أهل الحق (شهر رمضان) فأحب الله عز وجل أن يكون لهم في ذلك اليوم مجمع يحمدونه فيه، ويقدسونه ".
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست