قيل: لعلل منها أن يكون العبد مع خضوعه وخشوعه وتعبده وتورعه واستكانته وتذلله وتواضعه وتقربه إلى ربه مقدسا له ممجدا مسبحا معظما شاكرا لخالقه ورازقه فلا يذهب به الفكر والأماني إلى غير الله ولهذا الجهات السامية فقد جعل التسبيح في الركوع والسجود دون غيره من سائر الأذكار.
5 - الركوع والسجدتان:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل ركعة وسجدتان؟
قيل: لان الركوع من فعل القيام والسجود من فعل القعود وصلاة القاعد على النصف من صلاة القائم فضوعف السجود ليستوي بالركوع فلا يكون بينهما تفاوت لان الصلاة إنما هي ركوع وسجود.
ولهذه العلة فقد جعل السجود ضعف الركوع ليتساويا من هذه الحيثية كما أفاد الإمام (عليه السلام).
6 - الدعاء في القنوت:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل الدعاء في الركعة الأولى قبل القراءة؟ ولم جعل في الركعة الثانية القنوت بعد القراءة؟
قيل لأنه أحب أن يفتح قيامه - اي المصلي - لربه وعبادته بالتحميد والتقديس والرغبة والرهبة ويختمه بمثل ذلك وليكون في القيام عند القنوت أطول عرض الإمام (عليه السلام) إلى الحكمة في استحباب الدعاء قبل الدخول في الصلاة وذلك لاظهار العبودية المطلقة لله تعالى وإظهار الخضوع والتذلل له وليكون الدعاء في القنوت أطول وذلك لاظهار الانقياد والطاعة لله تعالى.
7 - الجهر والاخفات:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل الجهر في بعض الصلوات ولم يجعل في بعض؟
قيل: لان الصلاة التي يجهر فيها إنما هي صلوات تصلى في أوقات مظلمة فوجب أن يجهر فيها ليمر المار فيعلم ان هاهنا جماعة فإذا أراد أن يصلي صلى وإن لم