لهذه العلل والحكم التي أدلى بها الإمام (عليه السلام) فقد جعل يوم الفطر عيدا للمسلمين يجتمعون فيه ويبارك بعضهم بعضا على توفيق الله لهم بصيام شهر رمضان المبارك.
صلاة العيد:
قال (عليه السلام): " فإن قال قائل: فلم جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلاة؟
قيل: لان التكبير إنما هو لله وتمجيد على ما هدى وعافى كما قال الله عز وجل: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) (1).
وأعرب الإمام (عليه السلام) عن الحكمة في جعل التكبير في صلاة العيد أكثر من غيره وذلك للتدليل على عظم هذا اليوم الأغر عند الله تعالى.
الصوم:
وتحدث الإمام (عليه السلام) عن الحكمة في تشريع الصوم وعن بعض علل التشريع فيما يتعلق بأحكام شهر رمضان المبارك.
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم أمر بالصوم؟
قيل: لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة وليكون الصائم خاشعا، ذليلا مستكينا مأجورا محتبسا عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل ورايضا لهم على ما كلفهم ودليلا لهم في الآجل وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما أفترض الله لهم في أموالهم.
لقد تحدث الإمام (عليه السلام) عن الحكم والفوائد المترتبة على الصوم والتي منها العطف على الفقراء فإن الصائم عندما يجوع يشعر بألم الجوع فيدفعه ذلك للعطف على الفقراء والمساكين ومن حكم الصوم المساواة بين الأغنياء والفقراء في هذا الواجب.
ومن حكمة تقوية الإرادة في نفس الانسان وذلك بامتناعه عن الاكل