الزنا من أفحش ألوان الرذائل ووصفه القرآن بالفاحشة قال تعالى:
(ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا) (1).
والزاني يشكل جريمة على المجتمع الانساني لأنه إن نشأ منه طفل فإنه ينشأ بلا أب يرعاه ويصاب بالعقد النفسية ويقترف أفظع الجرائم بالإضافة إلى إضاعة الأنساب بينما الزواج ناموس طبيعي يفرض على المرء أن يبذل حياته لتربية أطفاله تربية صالحة ليكونوا قرة عين له.
عقوبة الزاني:
قال (عليه السلام): وعلة ضرب الزاني على جسده بأشد الضرب لمباشرته الزنا واستلذاذ كله به فجعل الضرب عقوبة له وعبرة لغيره وهو أعظم الجنايات.
وكان من محاسن التشريع الاسلامي أن شرع العقوبات الصارمة لهذه الرذيلة وهي مائة جلدة لغير المحصن والرجم للمحصن قال تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) (2) الشهادة المثبتة للزنا:
قال (عليه السلام): والعلة في شهادة أربعة - اي الشهود - في الزنا واثنين في سائر الحقوق لشدة حد المحصن لان فيه القتل فجعلت الشهادة فيه مضاعفة لما فيه من قتل نفسه وذهاب نسب ولده ولفساد الميراث.
إن عقوبة الزنا لا تثبت إلا بأربعة شهود عدول يرون حقيقة الزنا بالمشاهدة ولا بد أن يشهدوا جميعا فإذا تخلف واحد منهم تعرض الثلاثة الباقون لعقوبة القذف والحكمة في هذا التشديد لئلا يتجرأ الناس على اتهام بعضهم بعضا دون مبالاة.