حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٥
اليوم الأول ولا ميزة له عليه وهكذا في اليوم الثالث وما زاد عليه ولازمه التسلسل المجمع على بطلانه وأردف الامام كلامه هذا بقوله:
فإن قال قائل: قد يختلف السير فلم جعلت مسيرة يوم ثمانية فراسخ؟
قيل: لان ثمانية فراسخ مسير الجمال والقوافل وهو سير الذي يسيره الجمالون والمكارون ".
سقوط نوافل النهار:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم ترك تطوع النهار - أي نوافل النهار - ولم يترك تطوع الليل؟
قيل: لان كل صلاة لا تقصير فيها فلا تقصير في تطوعها وذلك أن المغرب لا تقصير فيها، فلا تقصير فيما بعدها من التطوع وكذلك الغداة لا تقصير فيما قبلها من التطوع ".
عرض الإمام (عليه السلام) إلى سقوط نافلة النهار وعدم سقوط نافلة الليل وقد علل ذلك بأن سقوط النافلة تابع لقصر الصلاة ولا تقصير في صلاة الليل وقد عقب على هذا بقوله:
فإن قال قائل: فما بال العتمة - أي صلاة العشاء - مقصورة وليس تترك ركعتاه؟
قيل: إن تلك الركعتين ليستا من الخمسين وإنما هما زيادة في الخمسين تطوعا ليتم بها بدل كل ركعة من الفريضة ركعتين من التطوع ".
أفاد الإمام (عليه السلام) بأن صلاة العشاء تقصر في السفر فلم لا تسقط نافلتها وهي ركعتان من جلوس فأجاب الإمام (عليه السلام) إن نافلة العشاء عند الشارع تعادل ركعة من قيام والسبب في ذلك ليتم بدل كل ركعة من الفريضة ركعتين من النافلة ولهذه العلة فلا تسقط نافلة العشاء عن المسافر فيصلي صلاة الليل في أوله.
قال (عليه السلام) فأن قال قائل: فلم جاز للمسافر والمريض أن يصليا صلاة الليل في أول الليل؟
قيل: لاشتغاله وضعفه ليحرز صلاته فيستريح المريض في وقت راحته ويشتغل المسافر باشغاله وارتحاله وسفره ".
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست