حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
د - خطبة الجمعة قبل الصلاة:
قال (عليه السلام): فإن قائل فلم جعلت الخطبة يوم الجمعة قبل الصلاة وجعلت في العيدين بعد الصلاة؟
قيل: لان الجمعة أمر دائم يكون في الشهر مرارا وفي السنة كثيرا فإذا كثر ذلك على الناس صلوا وتركوه ولم يقيموا عليه وتفرقوا عنه فجعلت قبل الصلاة ليحتسبوا على الصلاة ولا يتفرقوا ولا يذهبوا.
واما العيدان فإنما هما في السنة مرتان وهما أعظم من الجمعة والزحام فيهما أكثر والناس منهم ارغب فإن تفرق بعض الناس بقي عامتهم وليس هما بكثير فيملوا أو يستخفوا بهما ".
وعلق الشيخ الصدوق (نضر الله مثواه) على هذا الحديث بقوله:
جاء الخبر هكذا والخطبتان في الجمعة والعيد بعد الصلاة لأنهما بمنزلة الركعتين الأخيرتين وأن أول من قدم الخطبتين عثمان بن عفان لأنه لما أحدث ما أحدث لم يكن الناس يقفون على خطبته ويقولون: ما نصنع بمواعظه وقد أحدث ما أحدث: فقدم الخطبتين ليقف الناس انتظارا للصلاة ولا يتفرقوا عنه.
ه‍ - تجب صلاة الجمعة على من كان على فرسخين:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم وجبت الجمعة على من يكون على فرسخين لا أكثر من ذلك؟
قيل: لان ما يقصر فيه الصلاة بريدان ذاهب أو بريد ذاهب وجائي والبريد: أربع فراسخ فوجبت الجمعة على من هو نصف البريد الذي يجب فيه التقصير وذلك أنه يجئ على فرسخين ويذهب فرسخين فذلك أربعة فراسخ وهو نصف طريق المسافر ".
ولهذه الجهة التي ذكرها الإمام (عليه السلام) وجبت الجمعة على من كان على فرسخين لا أكثر و - نافلة الجمعة:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم زيد في صلاة السنة يوم الجمعة أربع ركعات؟
قيل: تعظيما لذلك اليوم وتفرقة بينه وبين سائر الأيام ويستحب التنفل يوم
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست