حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٠
الله عنهم ولم يجعلها في أشد الأوقات عليهم ولكن جعلها في أخف الأوقات عليهم كما قال الله عز وجل: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ذكر الإمام (عليه السلام) الحكمة في امتداد وقت صلاة العصر من صلاة الظهر إلى آخر وقت النهار وذلك للتخفيف على الناس وإن كان قد جعل وقتا لفضيلة أداء صلاة العصر وهو صيرورة الظل مثل سبعي الشاخص ومنتهى وقت الفضيلة ذهاب أربعة أسباع الشاخص (1).
11 - صلاة الجماعة:
قال (عليه السلام): فإن قائل: فلم جعل - أي الشارع - الجماعة؟
قيل: لئلا يكون الاخلاص والتوحيد والاسلام والعبادة الله إلا ظاهرا مكشوفا مشهورا لان في إظهاره حجة على أهل الشرق والغرب لله وحده عز وجل وليكون المنافق والمستخف لما أقر بظاهر الاسلام والمراقبة وليكون شهادة الناس بالاسلام بعضهم لبعض جائزة ممكنة مع ما فيه من المساعدة على البر والتقوى والذود عن كثير من معاصي الله عز وجل.
صلاة الجماعة من أهم العبادات في الاسلام وذلك لما يترتب عليها من المصالح والمنافع للمسلمين ومن بينها تعارف المسلمين بعضهم ببعض وشيوع المحبة والتآلف ببعض منافعها وحكمها في هذا المقطع من كلامه.
12 - صلاة السنة:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل صلاة السنة أربعا وثلاثين ركعة؟
قيل لان الفريضة سبع عشرة ركعة فجعلت السنة مثلي الفريضة كمالا للفريضة.
أما صلاة السنة فيراد بها الرواتب اليومية وهي ثمان ركعات للظهر قبلها وثمان بعدها قبل العصر للعصر وأربع بعد المغرب لصلاة المغرب وركعتان من جلوس تعدان بركعة بعد صلاة العشاء وثمان ركعات لصلاة الليل وركعتا الشفع

(1) منهاج الصالحين 1 / 113.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست