حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
أذان الصلاة:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: أخبرني عن الاذان لم أمروا به؟
قيل: لعلل كثيرة منها أن يكون تذكيرا للساهي وتنبيها للغافل وتعريفا لمن جهل الوقت واشتغل عن الصلاة وليكون ذلك داعيا إلى عبادة الخالق مرغبا فيها مقرا له بالتوحيد مجاهرا بالايمان معلنا بالاسلام مؤذنا لمن نسيها (1).
وإنما يقال: مؤذن لأنه يؤذن بالصلاة (2).
وتحدث الإمام (عليه السلام) عن الحكمة في تشريع أذان الاعلام وهي:
أ - تذكير الساهي للصلاة وتنبيه الغافل ليقوم بتأدية هذه الفريضة.
ب - التعريف بدخول وقت الصلاة ليستعد المسلمون لأدائها جماعة وفرادى.
ج - ان الاذان دعوة لعبادة الخالق العظيم وإقرار له بالتوحيد.
فصول الاذان:
وحكى الإمام (عليه السلام) العلل في فصول الاذان وهي:
أ - البدء بالتكبير:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم بدأ فيه - أي في الاذان بالتكبير - وهو الله أكبر - قبل التهليل - وهو لا اله إلا الله.
قيل: لأنه أراد أن يبدأ بذكره واسمه لان اسم الله تعالى في التكبير في أول الحرف وفي التهليل في آخر الحرف فبدأ بالحرف الذي اسم الله في أوله لا في آخره (3) عرض الإمام (عليه السلام) إلى الحكمة في افتتاح الاذان ب‍ (الله أكبر) من دون أن يفتتح ب‍ (لا إله إلا الله) وذلك ليبتدأ الاذان ويفتتح باسمه تعالى بخلاف التهليل فإن اسمه تعالى يكون في الآخر وهذا غير مناسب لافتتاح الاذان ب - التكبير أربعا:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل التكبير في أول الاذان أربعا؟

(1) في العلل (لمن يتساهى).
(2) عيون أخبار الرضا 2 / 105.
(3) عيون أخبار الرضا 2 / 105.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست