حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٤
الصلاة؟
قيل: لان الاذان إنما وضع لموضع الصلاة وانما هو النداء إلى الصلاة فجعل النداء إلى الصلاة في وسط الاذان فقدم المؤذن قبلها أربعا التكبيرتين والشهادتين وأخر بعدها أربعا يدعو إلى الفلاح حثا على البر والصلاة ثم دعا إلى خير العمل مرغبا فيها وفي عملها وفي أدائها ثم نادى بالتكبير والتهليل ليتم بعدها أربعا كما أتم قبلها أربعا وليختم كلامه بذكر الله كما فتحه بذكر الله تعالى. (2) واهتم الاسلام اهتماما بالغا بالصلاة فجعلها في طليعة طقوسه الدينية وشرع الاذان للاعلام بدخول الوقت حتى يتهيأ المسلمون لأداء هذه الفريضة الكبرى وقد جعل في الاذان بحد الشهادتين وحي على الصلاة وهي دعوة لإقامتها كما أن الدعوة إلى الفلاح والى خير العمل في فصول الاذان شاملتان للصلاة فهي من الفلاح كما أنها من خير الأعمال.
ه‍ - التهليل في آخر الاذان:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل آخرها التهليل ولم يجعل آخرها التكبير كما جعل في أولها التكبير؟
قيل: لان التهليل اسم الله في آخره فأحب الله تعالى أن يختم الكلام باسمه كما فتحه باسمه.
ان التهليل في آخر الاذان هو نفي كل معبود وكل إله سوى الله تعالى مبدع الأكوان وخالق الحياة وكما فتح الاذان ب‍ " الله أكبر " فقد ختم ب‍ " لا إله إلا الله " فكانت فاتحة الاذان هو اسم الله تعالى وخاتمته كذلك.
و - التهليل دون التسبيح:
قال (عليه السلام): فإن قائل: فلم لم يجعل بدل التهليل التسبيح والتحميد واسم الله في آخرهما؟ قيل: لان التهليل هو إقرار لله تعالى بالتوحيد وخلع الأنداد من دون الله وهو أول الايمان وأعظم من التسبيح والتحميد.
وعرض الإمام (عليه السلام) إلى الحكمة في جعل التهليل آخر الاذان دون

(1) عيون أخبار الرضا.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست