حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٦
جمع في سورة الحمد وذلك أن قوله تعالى:
(الحمد لله): إنما هو أداء لما أوجب الله تعالى على خلقه من الشكر وشكر لما وفق عبده للخير.
(رب العالمين) تمجيد له وتحميد وإقرار وانه هو الخالق المالك لا غيره.
(الرحمن الرحيم): استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه.
(مالك يوم الدين): إقرار له بالبعث والنشور والحساب والمجازات وإيجاب له ملك الآخرة كما أوجب له ملك الدنيا.
(إياك نعبد): رغبة وتقرب إلى الله عز وجل وإخلاص بالعمل له دون غيره.
(وإياك نستعين) استزادة من توفيقه وعبادته واستدامته لما أنعم الله عليه وبصره.
(اهدنا الصراط المستقيم): استرشاد لأدبه واعتصام بحبله واستزادة في المعرفة بربه وبعظمته وبكبريائه.
(صراط الذين أنعمت عليهم): توكيد في السؤال والرغبة وذكر لما تقدم من أياديه ونعمه على أوليائه ورغبة في مثل تلك النعم.
(غير المغضوب عليهم): استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبأمره ونهيه.
(ولا الضالين): اعتصام من أن يكون من الضالين الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
فقد اجتمع فيها من جوامع الخير والحكمة في أمر الآخرة والدنيا ما لا يجمعه شئ من الأشياء.. ".
ولهذه المطالب العظيمة والمعاني السامية فقد أمر الشارع بافتتاح الصلاة بها لا بغيرها من سور القرآن الكريم فقد أثر عنه أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وهذا النفي نفي للماهية لو جئ بغير الفاتحة في الصلاة.
4 - التسبيح في الركوع والسجود:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل التسبيح في الركوع والسجود؟
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست