حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٣
قيل: لان أول الاذان انما يبدأ غفلة وليس قبله كلام ينبه المستمع له فجعل ذلك تنبيها للمستمعين لما بعده في الاذان (1).
الغاية من الاذان هي تنبيه المسلمين للاستعداد للصلاة وجعل فيه التكبير أربعا لهذه الغاية كما يقول الإمام (عليه السلام).
ج - فصول الاذان مثنى:
قال (عليه السلام): فلم جعل - أي الاذان - مثنى، مثنى؟
قيل: لان يكون مكررا في آذان المستمعين مؤكدا عليهم إن سها أحد عن الأول لم يسه عن الثاني ولأن الصلاة ركعتان، ركعتان، ولذلك جعل الاذان مثنى مثنى (2).
إن في كل فصل من فصول الاذان دعوة إلى الخير ودعوة إلى الفلاح والنجاح فتكرارها إنما هو لأجل تثبيت هذه المفاهيم في أذهان السامعين.
د - الشهادتان:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم جعل بعد التكبير شهادتين؟
قيل: لان أول الايمان انما هو التوحيد والاقرار لله عز وجل بالوحدانية والثاني الاقرار للرسول (صلى الله عليه وآله) بالرسالة وإن طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان وإن أصل الايمان انما هو الشهادة فجعل الشهادتين في الاذان كما جعل في سائر الحقوق شهادتين فإذا أقر لله بالوحدانية وأقر للرسول بالرسالة فقد أقر بجملة الايمان لان أصل الايمان انما هو الاقرار بالله وبرسوله (3).
ويفتتح الاذان بعد التكبير بالشهادتين: الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة للنبي (صلى الله عليه وآله) بالرسالة وهما أصل الاسلام وشعاره فمن قال بهما فتترتب عليه آثار الاسلام فيحقن دمه وماله كما أن سائر الحقوق تثبت بشهادتين فكذلك الاسلام يثبت بالشهادتين.
د - الدعاء للصلاة:
قال (عليه السلام): فان قال قائل: فلم جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى

(1) عيون أخبار الرضا 2 / 105.
(2) عيون أخبار الرضا 2 / 105.
(3) عيون أخبار الرضا.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست