فقال هارون: لا وقال الامام: لكن له أن يدخل على حرمي، ويجوز له ذلك، فلذلك نحن أقرب إليه منكم.. " (1).
وثار الرشيد، ولم يجد مسلكا ينفذ منه لتفنيد حجة الإمام (عليه السلام)، وانطوت نفسه على الشر فجاء إلى قبر النبي (ص) وقال له:
" بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني أعتذر إليك من أمر عزمت عليه اني أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا يسفك فيها دماءهم.. ".
لقد حسب أن اعتذاره إلى النبي (ص) من ارتكاب الجريمة يجديه وينفي عنه المسؤولية في يوم يخسر فيه المبطلون.
وفي اليوم الثاني أصدر أوامره بإلقاء القبض على الامام، فألقت الشرطة القبض عليه وهو قائم يصلي عند رأس جده النبي (ص) فقطعوا عليه صلاته، ولم يمهلوه لا تمامها، فحمل من ذلك المكان الشريف، وقيد وهو يذرف أحر الدموع، ويبث شكواه إلى جده قائلا:
" إليك أشكو يا رسول الله.. ".
وحمل الامام وهو يرسف في القيود، فمثل أمام الطاغية هارون فجفاه، وأغلظ له في القول (2).
سجنه في البصرة:
وحمل الامام مقيدا إلى البصرة، وقد وكل حسان السري بحراسته، والمحافظة عليه وفي الطريق التقى به عبد الله بن مرحوم الأزدي، فدفع له الامام كتبا، وأمره بإيصالها إلى ولي عهده الإمام الرضا (عليه السلام)، وعرفه بأنه الامام من بعده (3).
وسارت القافلة تطوي البيداء حتى انتهت إلى البصرة وذلك قبل التروية بيوم (4) فسلم حسان الامام إلى عيسى بن جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس