حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٨١
مكانة الامام، وعظم شخصيته، فخاف من حدوث الفتنة واضطراب الرأي العام.
واقبل الإمام (عليه السلام) على العبادة والطاعة، وقد بهر الفضل بعبادته فقد روى عبد الله القزويني قال:
دخلت على الفضل بن الربيع، وهو جالس على سطح داره فقال لي: ادن مني فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي:
" أشرف على الدار.. " وأشرف عبد الله على الدار، فقال له الفضل:
- ما ترى في البيت؟
- أرى ثوبا مطروحا.
- انظر حسنا.
فتأمل عبد الله، ونظر مليا فقال:
- رجل ساجد.
- هل تعرفه؟
- لا.
- هذا مولاك.
- من مولاي؟
- تتجاهل علي؟ - ما أتجاهل، ولكن لا اعرف لي مولى.
- هذا أبو الحسن موسى بن جعفر.
وكان عبد الله ممن يدين بإمامته، وأخذ الفضل يحدثه عن عبادته قائلا:
" إني أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها، إنه يصلي الفجر، فيعقب ساعة في دبر صلاته، إلى أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس، وقد وكل من يترصد له الزوال فلست أدري متى يقول الغلام: قد زالت الشمس؟
إذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد الوضوء، فاعلم أنه لم ينم في سجوده، ولا أغفى فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر، فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلى العتمة أفطر على شوى يؤتى به، ثم يجدد الوضوء ثم يسجد، ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة، ثم
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست