حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٦٧
تقطعت أوصالهم وسبيت نساؤهم، وعانوا من الاضطهاد والتنكيل ما لا يوصف، لمرارته وقسوته كل ذلك في سبيل اعلاء كلمة دين الله ونشر العدل بين الناس، ولكن الذهبي وأمثاله من المنحرفين عن الحق لا يعقلون ذلك.
2 - خرج الإمام الرضا (عليه السلام) يوما على بغلة فارهة، فدنا منه أبو نواس، وسلم عليه وقال له:
" يا بن رسول الله قلت: فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني؟ ".
وبادر الامام قائلا:
" قل: " فانبرى أبو نواس قائلا:
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا من لم يكن علويا حين ننسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر أولئك القوم أهل البيت عندهم * علم الكتاب وما جاءت به السور (1) وهذه الأبيات من أصدق الشعر وأروعها قد اقتبس الشطر الأول من القرآن الكريم، قال تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) لقد طهرهم الله من الزيغ، وأذهب عنهم الرجس، وجعلهم قدوة لعباده يهتدي بهم الحائر.
وأعجب الامام بهذه الأبيات فقال لأبي نواس:
" قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد.. " ثم التفت إلى غلامه فقال له: ما معك من فاضل نفقتنا؟ فقال: ثلاث مائة دينار، قال: ارفعها له ثم لما ذهب إلى بيته، قال لغلامه: لعله استقلها، سق إليه البغلة (2) (3) 30 - دعبل الخزاعي:
وأكثر دعبل في مدح الإمام الرضا (عليه السلام)، وفي رثائه، ومما قاله فيه:

(١) خلاصة الذهب المسبوك (ص ٢٠٠).
(٢) الاتحاف بحب الاشراف (ص ٦٠) نزهة المجلس ٢ / ١٠٥.
(٣) كشف الغمة ٣ / 107.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست