حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٥٧
ومكتملا فعقد له بالعهد والخلافة من بعده " (1).
وأشادت هذه الكلمات بالصفات الكريمة التي تميز بها الإمام الرضا (عليه السلام) على الأسرة العلوية والأسرة العباسية وهي:
1 - الفضل البارع، والعلم الناصع.
2 - الورع عن محارم الله تعالى.
3 - عدم إساءته إلى أي انسان، فقد كان مصد ر خير ورحمة للناس.
4 - الزهد في الدنيا.
5 - اجتماع كلمة المسلمين عليه.
وقد عرف المأمون هذه الصفات الرفيعة الماثلة في الامام، وهي التي حفزته لترشيح الامام لولاية العهد حسبما يقول.
3 - إبراهيم بن العباس:
الصولي، الكاتب المبدع والشاعر المشهور، قال:
" ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا.. ومن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقه... " (2).
ان الامام نسخة من الفضائل والمواهب لا ثاني لها في عصره، فهو من دعائم الفكر والفضل في دنيا الاسلام.
4 - أبو الصلت الهروي:
قال أبو الصلت عبد السلام الهروي، وهو من أعلام عصره قال:
" ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان، وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي منهم أحد إلا أمر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور.. " (3) وحكت هذه الكلمات الطاقات العلمية الهائلة التي يملكها الإمام (عليه السلام)، فهو أعلم أهل زمانه، وأفضلهم، ويدلل على ذلك المناظرات التي

(١) كشف الغمة ٣ / ١٢٥ البحار ١٢ / ٤٤.
(٢) كشف الغمة.
(٣) أعيان الشيعة ٤ / ق 2 / 99 - 100.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست