حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٥٢
على محمد وآله)، وارزقني من فضلك، واعطني فيما ترزقني العافية برحمتك يا ارحم الراحمين " (1).
5 - ومن بين ادعيته الشريفة هذا الدعاء العظيم، وجاء فيه، بعد البسملة:
" اللهم يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة والآلاء المتوالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يامن خلق فرزق، والهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصور فأتقن، واحتج فابلغ، وأنعم فأسبغ وأعطى فأجزل، ومنح فأفضل، يامن سما في العز ففات خواطف الابصار، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يامن تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه، وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقايق لطائف الأوهام وانحسرت دون ادراك عظمته خطائف ابصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين، يامن عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته وجلاله، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقة، يا بدئ يا سميع، يا علي يا رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي، وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس والحمد لله رب العالمين، صلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.. " (2) وحفل هذا الدعاء الشريف بحمد الله والثناء عليه بأجمل ألوان الثناء كما حفل في آخره على ما جرى عليه من الظلم والأذى، والاضطهاد من قبل المأمون العباسي، فقد طرد شيعة الإمام (عليه السلام)، واستخف به، لما ظهر للعالم الاسلامي سمو مكانة الامام وعظيم شخصيته وتفاهة شخصية المأمون، وانه لا رصيد له من الدين والأخلاق ما يستحق به مركز الخلافة الاسلامية، ويبدو من هذا الدعاء مدى تألم الامام من المأمون حيث دعا عليه بحرارة وألم.
6 - من بين أدعيته الشريفة هذا الدعاء وقد جاء فيه بعد البسملة:
" اللهم لك الحمد على مرد نوازل البلاء، وملمات الضراء، وكشف نوائب الأدواء - وهي نوازل الدهر - وتوالي سبوع النعماء ولك الحمد رب على هنئ

(١) المصباح (ص ١٦٨).
(٢) المصباح (ص 292)، البحار 12 / 24.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست