حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٤٥
" الفزع، الفزع إليك، يا ذا المحاضرة والرغبة، الرغبة إليك يا من به المفاخرة، وأنت اللهم مشاهد هواجس النفوس، ومراصد حركات القلوب، ومطالع مسرات السرائر من غير تكلف ولا تعسف، وقد ترى اللهم ما ليس عنك بمنظور، ولكن حلمك من أهله عليه جرأة وتمردا، وعتوا وعنادا، وما يعانيه أولياؤك من تعفية آثار الحق، ودروس معالمه، وتزايد الفواحش، واستمرار أهلها عليها، وظهور الباطل، وعموم التغاشم، والتراضي بذلك المعاملات والمتفرقات، قد جرت به العادات، وصار كالمفروضات والمسنونات اللهم فبادر الذي من أعنته به فاز، ومن أيدته لم يخف لمز عاز، وخذ الظالم أخذا عنيفا، ولا تكن له راحما ولا به رؤوفا اللهم بادرهم اللهم عاجلهم اللهم لا تمهلهم اللهم غادرهم بكرة وهجرة، وسحرة وبياتا، وهم نائمون وضحى وهم يلعبون، ومكرا وهم يمكرون وفجأة وهم آمنون اللهم بددهم، وبدد أعوانهم، وأقلل أعضادهم واهزم جنودهم وأقلل حدهم، واجتث سنامهم واضعف عزائمهم اللهم امنحنا أكنافهم، وملكنا أكنافهم، وبدلهم بالنعم وبدلنا من محاذرتهم وبغيهم بالسلام، وافنمناهم أكمل المغنم، اللهم لا ترد بأسك الذي إذا حل بقوم فساء صباح المنذرين... " (1) وحكى هذا الدعاء نقمة الإمام (عليه السلام) على الظالمين والمستبدين من حكام عصره الذين أغرقوا العالم الاسلامي بالمحن والخطوب وأرغموا المسلمين على ما يكرهون، وهذا الدعاء من الأدعية السياسية التي حكت الأوضاع الراهنة في ذلك العصر.
دعاؤه في سجدة الشكر:
روى سليمان بن جعفر قال: دخلنا على الإمام الرضا (عليه السلام)، وهو

(١) مهج الدعوات (ص 73).
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست