حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٥١
اللهم فاجعلهم في هذا اليوم وما بعده حصني من المكاره ومعقلي من المخاوف، ونجني بهم من كل عدو وطاغ وباغ وفاسق ومن شرما أعرف، وما أنكر، وما استتر عني، وما أبصر ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها انك على صراط مستقيم.
اللهم بتوسلي بهم إليك، وتقربي بمحبتهم، وتحصني بإمامتهم افتح علي في هذا اليوم أبواب رزقك، وانشر علي رحمتك وحببني إلى خلقك، وجنبني بغضهم، وعداوتهم انك على كل شئ قدير..
اللهم ولكل متوسل ثواب، ولكل ذي شفاعة حق، فأسألك بمن جعلته وليك، وقدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا، وشهري هذا، وعامي هذا، اللهم وهم مفزعي ومعونتي في شدتي ورخائي وعافيتي وبلائي، ونومي ويقظتي، وظعني وإقامتي، وعسري ويسري، وعلانيتي وسري، واصباحي وامسائي، وتقلبي ومثواي وسري وجهري، اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك، ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسني من روحك، ولا تبتلني بانغلاق أبواب الأرزاق، وانسداد مسالكها، وارتياح مذاهبها، وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا واجعل لي من كل ضنك مخرجا، والى كل سعة منهجا، إنك ارحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أمين رب العالمين " (1) وحكى هذا الدعاء مدى اعتصام الإمام (عليه السلام) بالله تعالى وعبوديته المطلقة له، كما حكى فضل الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، الذين هم اعلام الدين، وسدنة حكمة سيد المرسلين.
4 - وكان الإمام (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء لطلب الرزق والسعة في العيش، وكان يدعو به عقيب كل فريضة، وهذا نصه:
" يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين لكل مسألة منك سمع حاضر، وجواب عتيد، ولك صامت منك علم باطن محيط أسألك بمواعيدك الصادقة، وآياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، وسلطانك القاهر وملكك الدائم، وكلماتك التامات، يا من لا تنفعه طاعة المطيعين، ولا تضره معصية العاصين (صل

(١) مهج الدعوات (ص 315 - 317).
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 55 56 57 ... » »»
الفهرست