حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٤٠
لا تكذب أباك، ولا أخاك - يعن الإمام الكاظم (عليه السلام) - فان هذا الامر لا يتم، ثم خرج، ولم يلبث محمد الا قليلا حتى لاحقته جيوش المأمون بقيادة الجلودي، فانهزم محمد ومن معه، وطلب الأمان، فآمنه الجلودي، وصعد المنبر وخلع نفسه، وقال: ان هذا الامر للمأمون وليس لي فيه حق (1).
3 - روى الحسين نجل الإمام موسى (عليه السلام) قال: كنا حول أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، ونحن شبان من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئته، فقال الرضا: لترونه عن قريب كثير المال، كثير التبع، فما مضى إلا شهر ونحوه، حتى ولي المدينة وحسنت حاله (2). 4 - روى محول السجستاني قال: لما جاء البريد باشخاص الإمام الرضا (عليه السلام)، إلى خراسان كنت انا بالمدينة فدخل المسجد ليودع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فودعه مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر، ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدمت إليه، وسلمت عليه، فيرد السلام، وهنأته، فقال: ذرني فاني اخرج من جوار جدي، فأموت في غربة، وادفن في جنب هارون، قال: فخرجت متبعا طريقه، حتى وافى خراسان فأقام فيها وقتا ثم دفن بجنب هارون (3).
وتحقق ما أخبر به فقد مضى إلى خراسان، ولم يعد منها واغتاله المأمون العباسي، ودفن إلى جانب هارون.
5 - روى صفوان بن يحيى قال: لما مضى أبو إبراهيم - يعني الإمام الكاظم (عليه السلام) - وتكلم أبو الحسن الرضا (عليه السلام) خفنا عليه فقيل له: انك قد أظهرت أمرا عظيما، وانا نخاف عليك هذا الطاغية - يعني هارون - فقال (عليه السلام) ليجهد جهده فلا سبيل له علي (4).
وتحقيق ذلك فان هارون لم يعرض له بسوء، وقد اكد الامام هذا المعنى لبعض أصحابه، فقد روى محمد بن سنان قال: قلت: لأبي الحسن الرضا في أيام هارون

(١) البحار ١٢ / ١٣.
(٢) الفصول المهمة (ص ٢٢٩)، بحار الأنوار ١٢ / ١٣.
(٣) الاتحاف بحب الاشراف (ص ٥٩)، أخبار الدول (ص ١١٤).
(٤) أعيان الشيعة ٤ / ق 2 / 97.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست