حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٥٠
وما وعدت أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين، وأوعدت القانطين من رحمتك بقولك: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) وحذرت القانطين من رحمتك فقلت:
(ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون) ثم ندبتنا برأفتك إلى دعائك فقلت:
(ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
الهي اليأس علي مشتملا، والقنوط من رحمتك علي ملتحفا، الهي لقد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا، وأوعدت المسئ ظنه بك عقابا، اللهم وقد أمسك رمقي حسن الظن بك في عتق رقبتي من النار، وتغمد زلتي، وإقالة عثرتي، اللهم قولك الحق الذي لا خلف له، ولا تبديل: (يوم ندعو كل أناس بامامهم) وذلك يوم النشور، إذا نفخ في الصور، وبعثر ما في القبور، اللهم فاني أؤمن، واشهد، وأقر، ولا أنكر، ولا أجحد، وأسر وأعلن، وأظهر وأبطن، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله)، وان عليا أمير المؤمنين سيد الأوصياء ووارث علم الأنبياء، علم الدين، ومبير المنافقين، ومجاهد المارقين امامي وحجتي، وعروتي وصراطي ودليلي وحجتي، ولا أثق بأعمالي، ولو زكت، ولا أراها منجية لي ولو صلحت إلا بولايته والائتمام به، والاقرار بفضائله، والقبول من حملتها، والتسليم لرواتها، وأقر بأوصيائه من آبائه أئمة وحججا وأدلة وسرجا، وأعلاما ومنارا وسادة وأبرارا، وأومن بسرهم وجهرهم وظاهرهم وباطنهم وشاهدهم وغائبهم، وحيهم وميتهم، لا شك في ذلك ولا ارتياب عند تحولك، ولا انقلاب.
اللهم فادعني يوم حشري ونشري بإمامتهم وأنقذني بهم، يا مولاي من حر النيران، وإن لم ترزقني روح الجنان، فإنك ان أعتقتني من النار كنت من الفائزين، اللهم وقد أصبحت يومي هذا، لا ثقة لي ولا رجاء ولا ملجأ ولا مفزع ولا منجى، غير من توسلت بهم إليك متقربا إلى رسولك محمد (صلى الله عليه وآله) ثم علي أمير المؤمنين والزهراء سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين، وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن، ومن بعدهم يقيم المحجة إلى الحجة المستورة، من ولده، المرجو للأمة من بعده.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 55 56 ... » »»
الفهرست