حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٤٩
صلواتك عليهم أجمعين " (1).
لقد استسلم الإمام (عليه السلام)، وأسلم نفسه، وجميع أموره للواحد القهار الذي بيده جميع مجريات الاحداث، وقد احتجت بهذا الدعاء ليرد الله عنه كيد المعتدين، وظلم الظالمين.
من ادعيته:
وأثرت عن الإمام الرضا (عليه السلام) كوكبة من الأدعية الشريفة كان من بينها ما يلي:
1 - من أدعيته هذا الدعاء يطلب فيه الإمام (عليه السلام) الامن والايمان قال:
" يامن دلني على نفسه، وذلل قلبي بتصديقه، أسألك الامن والايمان في الدنيا والآخرة.. " (2).
وحفل هذا الدعاء على ايجازه، بظاهرة من ظواهر التوحيد وهي ان الله تعالى دلل على ذاته، وعرف نفسه لخلقه، وذلك بما أودعه، وأبدعه، في هذا الكون من العجائب والغرائب، وكلها تنادي بوجوده.
2 - وكان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء الجليل:
" اللهم اعطني الهدى وثبتني عليه، واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه، ولا حزن ولا جزع إنك أهل التقوى، وأهل المغفرة... " (3).
لقد دعا الإمام (عليه السلام) بطلب الهداية، والانقياد الكامل إلى الله الذي هو من أعلى درجات المقربين والمنيبين إلى الله تعالى.
3 - من ادعيته هذا الدعاء الشريف، وقد علمه لصاحبه وتلميذه موسى بن بكير، وقال له: احفظ ما اكتبه لك، وادع به في كل شدة تخاف منها، وقد جاء فيه تعد البسملة:
" اللهم ان ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي عندك، وحجبتني عن استيهال رحمتك، وباعدتني عن استيجاب مغفرتك، ولولا تعلقي بآلائك، وتمسكي بالدعاء

(١) المصباح (ص ٢١٧).
(٢) أصول الكافي ٢ / ٥٧٩.
(٣) أعيان الشيعة ٤ / ق 2 / 197.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 55 ... » »»
الفهرست