حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٣٩
" يا أبا الصلت انا حجة الله على خلقه، وما ان الله ليتخذ حجة على قوم، وهو لا يعرف لغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام): أوتينا فصل الخطاب، وهل هو الا معرفته اللغات. (1).
وروى ياسر الخادم قال: كان لأبي الحسن (عليه السلام) في البيت صقالبة، وروم، وكان أبو الحسن قريبا منهم فسمعهم يتكلمون بالصقلبية والرومية، ويقولون:
انا كنا نقصد كل سنة في بلادنا، ولا نقصد ها هنا، ولما كان من الغد بعث إليهم من يقصدهم (2) ونظم هذه الظاهرة الشيخ محمد بن الحسن الحر في أرجوزته يقول:
وعلمه بجملة اللغات * من أوضح الاعجاز والآيات (3) الملاحم والاحداث:
وأخبر الإمام الرضا (عليه السلام) عن كثير من الملاحم والاحداث قبل وقوعها، وتحققت بعد ذلك على الوجه الأكمل الذي أخبر به، وهي تؤكد - بصورة واضحة - أصالة ما تذهب إليه الشيعة من أن الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المزيد من الفضل والعلم، كما منح رسله، ومن بين ما أخبر به ما يلي:
1 - روى الحسن بن بشار قال: قال الرضا: ان عبد الله - يعني المأمون - يقتل محمدا - يعني الأمين - فقلت له: عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون، قال نعم: عبد الله الذي بخراسان يقتل محمد بن زبيدة الذي هو ببغداد... وكان يتمثل بهذا البيت: وان الضغن بعد الضغن يفشو * عليك، ويخرج الداء الدفينا (4) ولم تمض الأيام حتى قتل المأمون أخاه الأمين وسنعرض لذلك في بحوث هذا الكتاب.
2 - ومن بين الاحداث التي أخبر عنها: إنه لما خرج محمد بن الإمام الصادق بمكة، ودعا الناس إلى نفسه، وخلع بيعة المأمون، قصده الإمام الرضا، وقال له: يا عم

(١) المناقب ٤ / ٣٣٣.
(٢) المناقب ٤ / ٣٣٤.
(٣) نزهة الجليس ٢ / ١٠٧.
(٤) المناقب 4 / 335، جوهرة الكلام (ص 146).
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست