حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٨
إن لائمة أهل البيت (عليهم السلام) شأنا ومكانة عند الله تعالى فهو يؤيدهم، ويسددهم بما يسدد به أنبياءه ورسله.
نقش خاتمه:
أما النقش على الخاتم وما رسم عليه من كلمات فإنه - على الأكثر - يمثل اتجاهات الشخص وميوله، وقد وسم على خاتم الإمام الرضا (عليه السلام) ما يلي:
" ولي الله " (1).
وله خاتم آخر قد نقش عليه:
" العزة لله " (2).
وهذه النقوش تمثل مدى انقطاعه إلى الله تعالى، وتمسكه به.
نشأته:
نشأ الإمام الرضا (عليه السلام) في بيت من أجل البيوت وارفعها في الاسلام، انه بيت الإمامة، ومركز الوحي ذلك البيت الذي اذن الله ان يرفع، ويذكر فيه اسمه في هذا البيت العريق ترعرع الإمام الرضا ونشأ وقد سادت فيه أرقى وأسمى ألوان التربية الاسلامية الرفيعة، فكان الصغير يحترم ويبجل الكبير، والكبير يعطف على الصغير، كما سادت فيه الآداب الرفيعة، والأخلاق الكريمة ولا تسمع فيه إلا تلاوة كتاب الله، والحث على العمل الصالح وما يقرب الانسان من ربه.
وقد اكد علماء التربية على أن البيت من أهم العوامل في تكوين الشخص، وبناء سلوكه، فان كان البيت تسوده المحبة والألفة، والعادات الرفيعة والتقاليد الحسنة، ويجتنب فيه هجر الكلام ومره، فان الطفل ينشأ نشأة سليمة وبعيدة عن التعقيد، وازدواج الشخصية، وان كان البيت مصابا بالانحراف والشذوذ، وتنتشر فيه البغضاء والكراهية، فان الطفل حتما يمنى بالتعقيد، والجنوح، والانحراف.
اما البيت الذي نشأ فيه الرضا (عليه السلام) فهو من أعز البيوت وأمنعها في دنيا الاسلام، فقد كان مركزا من مراكز الفضيلة، ومنبعا للأخلاق الكريمة، وقد أنجب خيرة البشر وأئمة الحق والعدل في الاسلام ويضاف إلى البيت في تكوين

(١) الدر المسلوك ورقة ١٣٩، البحار ١٢ / ٤.
(٢) الدر النظيم ورقة 210.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست