حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٤٢
صيحاني، وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته فكان ثماني عشر تمرة، فتأولت الرؤيا بأني أعيش بعدد كل تمرة سنة فلما كان عشرين يوما كنت في ارض تعمر لي بالزراعة، إذ جاءني من اخبرني بقدوم الرضا من المدينة ونزوله في ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إليه، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه في المنام، وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحاني، فسلمت عليه، فرد علي السلام، واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فإذا هو بعدد ما ناولني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: زدني يا بن رسول الله، فقال: لو زادك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لزدناك (1).
8 - روى جعفر بن صالح قال: اتيت الرضا، فقلت: امرأتي حامل فادع الله ان يجعله ذكرا، فقال: هما اثنان، فانصرفت وقلت: اسمي أحدهما محمدا، والآخر عليا، ثم اتيته فقال لي: سم واحدا عليا والآخر أم عمرو فلما قدمت الكوفة رأيتها ولدت غلاما وبنتا، فسميت الذكر عليا، والأنثى أم عمرو (2).
وذكر الرواة بوادر كثيرة من الملاحم والاحداث التي أخبر عنها قبل وقوعها وهي تدلل على ما منحه الله من العلم بمجريات الاحداث الذي خص به أولياءه وعباده الصالحين.
عبادته وتقواه:
ومن أبرز ذاتيات الإمام الرضا (عليه السلام) انقطاعه إلى الله تعالى، وتمسكه به، وقد ظهر ذلك في عبادته، التي مثلت جانبا كبيرا من حياته الروحية التي هي نور، وتقوى وورع يقول بعض جماعته: ما رأيته قط إلا ذكرت قوله تعالى:
(كانوا قليلا في الليل ما يهجعون) ويقول الشبراوي عن عبادته: إنه كان صاحب وضوء وصلاة، وكان في ليله كله يتوضأ ويصلي، ويرقد وهكذا إلى الصباح (3).
لقد كان الإمام (عليه السلام) اتقى أهل زمانه وأكثرهم طاعة لله تعالي اسمعوا ما يرويه رجاء بن أبي الضحاك عن عبادة الامام، وكان المأمون قد بعثه إلى

(١) كشف الغمة ٣ / 103، جامع كرامات الأولياء 2 / 156، نور الابصار.
(2) جوهرة الكلام (ص 146).
(3) الاتحاف بحب الاشراف (ص 59).
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست