حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٤٤
والتهليل والاستغفار، فاستاك ثم توضأ ثم قام إلى صلاة الليل، فصلى ثمان ركعات ويسلم في كل ركعتين، يقرأ في الأولين منها في كل ركعة الحمد وثلاثين مرة قل هو الله أحد.
ويصلي صلاة جعفر بن أبي طالب أربع ركعات يسلم في كل ركعتين، ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع، ويحتسب بها من صلاة الليل، ثم يصلي الركعتين الباقيتين، يقرأ في الأولى الحمد وسورة الملك، وفي الثانية الحمد وهل اتى على الانسان، ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات، ويقنت في الثانية، ثم يقوم فيصلي الوتر ركعة يقرأ فيها الحمد، وقل هو الله أحد ثلاث مرات وقل أعوذ برب الفلق مرة واحدة، وقل أعوذ برب الناس مرة واحدة، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة ويقول في قنوته:
" اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت وتعاليت... " ثم يقول: استغفر الله وأسأله التوبة سبعين مرة، فإذا سلم جلس في التعقيب ما شاء الله، وإذا قرب الفجر قام فصلى ركعتين الفجر يقرأ في الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، فإذا طلع الفجر اذن وأقام وصلى الغداة ركعتين، فإذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس، ثم سجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار... " (1).
لقد عرض هذا الحديث بالتفصيل إلى صلاة الإمام الرضا (عليه السلام) المفروضة ونوافلها، وما يقرأ فيها من سور القرآن الكريم، والتعقيبات التي يؤديها معنى ذلك أنه كان في أغلب أوقاته مشغولا بعبادة الله تعالى.
لقد سرى حب الله في قلب الامام، وتفاعل في عواطفه ومشاعره حتى صار عنصرا من عناصره وذاتيا من ذاتياته.
دعاؤه في قنوته:
وكان الإمام (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوته.

(1) البحار 12 / 26 - 27 وفي الحديث بقية إلى بيان بعض أذكاره وعباداته وقرائته لبعض السور في صلاته المندوبة.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست