حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٣٦
ليس على قدر مروءته ورحمته التي هي امتداد لمروءة جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
5 - ومن معالي كرمه ما رواه أحمد بن عبيد الله عن الغفاري، قال: كان لرجل من آل أبي رافع، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، علي حق فتقاضاني، وألح علي، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم توجهت نحو الإمام الرضا (عليه السلام) وكان في العريض، فلما قربت من بابه خرج وعليه قميص ورداء فلما نظرت إليه، استحييت منه، ووقف لما رآني فسلمت عليه وكان ذلك في شهر رمضان، فقلت له: جعلت فداك لمولاك علي - فلان - علي حق، شهرني، فأمرني بالجلوس حتى يرجع فلم أزل في ذلك المكان حتى صليت المغرب، وأنا صائم وقد مضى بعض الوقت فهممت بالانصراف، فإذا الامام قد طلع وقد أحاط به الناس، وهو يتصدق على الفقراء والمحوجين، ومضيت معه حتى دخل بيته، ثم خرج فدعاني فقمت إليه، وأمرني بالدخول إلى منزله فدخلت، واخذت أحدثه عن أمير المدينة فلما فرغت من حديثي قال لي: ما أظنك أفطرت بعد، قلت: لا فدعاني بطعام، وأمر غلامه أن يتناول معي الطعام ولما فرغت من الافطار أمرني أن ارفع الوسادة، وآخذ ما تحتها فرفعتها فإذا دنانير فوضعتها في كمي، وأمر بعض غلمانه أن يبلغوني إلى منزلي، فمضوا معي، ولما صرت إلى منزلي دعوت السراج ونظرت إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون دينارا، وكان حق الرجل علي ثمانية وعشرين دينارا، وقد كتب على دينار منها ان حق الرجل عليك ثمانية وعشرين دينارا، وما بقي فهو لك (1).
هذه بعض بوادر كرمه، وهي تنم عن نفس خلقت للإحسان والبر والمعروف.
تكريمه للضيوف:
كان (عليه السلام) يكرم الضيوف، ويغدق عليهم بنعمه واحسانه وكان يبادر بنفسه لخدمتهم، وقد استضافه شخص، وكان الامام يحدثه في بعض الليل فتغير السراج فبادر الضيف لاصلاحه فوثب الامام، وأصلحه بنفسه، وقال لضيفه: انا قوم لا نستخدم أضيافنا (2).

(1) البحار 12 / 28.
(2) البحار 12 / 18.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست