حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٣٠٩
29 - قوله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق...) (1).
استشهد الإمام (عليه السلام) بهذه الآية الكريمة في حديثه التالي: روى أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال لي الإمام الرضا: ما تقول في اللباس الخشن؟
فقلت: بلغني أن الحسن كان يلبس، وأن جعفر بن محمد كان يأخذ الثوب الجديد.
فيأمر به فيغمس في الماء، فقال (عليه السلام): البس وجمل فإن علي بن الحسين كان يلبس الجبة الخز بخمس مائة درهم والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء، باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده، والطيبات من الرزق) (2).
30 - قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (3).
قال (عليه السلام) في تفسير هذه الآية: إنه أعطي بلعم بن باعور الاسم الأعظم، وكان يدعو به فيستجاب له، فمال إلى فرعون، فلما أمر فرعون في طلب موسى وأصحابه قال فرعون لبلعم: ادع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته فاقبل يضربها فأنطقها الله عز وجل، فقالت: ويلك على ماذا تضربني؟ أتريد أن أجئ معك لتدعو على نبي الله وقوم مؤمنين؟ ولم يزل يضربها حتى قتلها فانسلخ من لسانه وهو قوله: (فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) وهو مثل ضربه الله (4).
31 - قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار) (5).
قال (عليه السلام) في تفسير هذه الآية المباركة " حرم الله الفرار من الزحف لما

(١) سورة الأعراف / آية ٣٢.
(٢) قرب الاسناد.
(3) سورة الأعراف / آية 175.
(4) تفسير القمي.
(5) سورة الأنفال / آية 15.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست