حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٣٠٤
سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن إرادة العباد، وإرادة الله تعالى، فقال:
إن الإرادة من العباد الضمير، وما يبدو بعد ذلك من الفعل، واما من الله عز وجل فالإرادة للفعل احداثه انما يقول: كن فيكون بلا تعب وكيف (1).
18 - قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم...) (2).
استشهد الامام بهذه الآية الكريمة في جوابه لمحمد بن سنان حينما سأله عن العلة في اعطاء المرأة نصف ما يعطى الرجل من الميراث فقال (عليه السلام):
" علة اعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث لأن المرأة إذا تزوجت أخذت، والرجل يعطي فلذلك وفر على الرجال.
وعلة أخرى في اعطاء الذكر نصف ما تعطى الأنثى لان الأنثى من عيال الذكر إذا احتاجت، وعليه أن يعولها وليس على المرأة ان تعول الرجل، ولا تؤخذ بنفقته إذا احتاج، فوفر على الرجال لذلك، وذلك قول الله عز وجل: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) (3).
19 - قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) (4).
سأل بريد العجلي الإمام الرضا (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية فقال (عليه السلام): هم الأئمة من آل محمد (ص) ان يؤدوا الأمانة إلى من بعده، ولا يخص بها غيره، ولا يزويها عنه (5). ودلت هذه الرواية على أن أمر الإمامة بيد الله تعالى، وانه تعالى يهبها لافضل عباده، وأتقاهم، وان الإمامة أمانة عند الامام فعند ارتحاله إلى حظيرة القدس لا بد أن يعهد بها إلى من هو المنصوص عليه من قبل النبي (ص) وليس له أن يقلدها لأي شخص كان.

(1) مواهب الرحمن 8 / 140.
(2) سورة النساء / آية 34.
(3) مواهب الرحمن 8 / 195 (4) سورة النساء / آية 58.
(5) مواهب الرحمن 8 / 367.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست