حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٣١٢
وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجوهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي ولا جوهر إلا صار في ملكه، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة إلا صار في ملكه، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والفناء حتى لم يبق في مصر وما حولها دار ولا فناء إلا صار في ملكه وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلا صار في ملكه وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر إلا صار عبدا ليوسف.
فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم، وقال الناس: ما سمعنا بملك أعطاه الله الملك ما اعطى هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا، ثم قال يوسف للملك: ما ترى فيما خولني ربي من ملك مصر وما حولها؟
أشر علينا برأيك، فإنني لم أصلحهم لأفسدهم ولم أنجهم من البلاء ليكون بلاء عليهم ولكن الله أنجاهم بيدي، قال الملك: الرأي رأيك قال يوسف: أني اشهد الله وأشهدك أيها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلهم ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت عليك الملك وخاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلا بسيرتي ولا تحكم إلا بحكمي.
قال الملك: إن ذلك توبتي وفخري، أن لا أسير إلا بسيرتك، ولا احكم إلا بحكمك، ولولاك ما توليت عليهم ولا اهتديت له، وقد جعلت سلطاني عزيزا ما يرام، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك رسوله، فأقم على ما وليتك فإنك لدينا مكين أمين (1) 37 - قوله تعالى: (قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم) (2) استشهد الإمام الرضا (عليه السلام) بالآية الكريمة في حديثه مع رجل قال له:
" أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟... " لقد أنكر على الامام قبوله لولاية العهد من قبل المأمون فرد الامام عليه قائلا:
" أيما أفضل النبي أو الوصي؟... " " لا. النبي... ".

(1) البرهان.
(2) سورة يوسف / آية 55.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست