حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٣١١
فقلت: يقرؤها الناس على وجهين: إنه عمل - جعلوه مصدرا - وانه عمل - جعلوه فعلا ماضيا - فقال: كذبوا هو ابنه ولكن الله نفاه حين خالفه في دينه.
قال السيد الطباطبائي: وكأن المراد من قراءة الآية تفسيرها والراوي يشير بايراد القراءتين إلى تفسير من فسر الآية بأن المراد أن امرأة نوح حملت الابن من غيره فألحقه بفراشه (1).
35 - قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه...) (2).
سأل علي بن محمد بن الجهم الإمام الرضا (عليه السلام) في مجتمع حاشد فقال له:
" يا بن رسول الله أتقول: بمهمة الأنبياء؟ ".
" نعم... ".
" ما تقول: في قوله عز وجل في يوسف ولقد همت به، وهم بها؟ ".
" فأجابه (عليه السلام) بتفسير الآية وانه ليس كما توهم من الاخذ بظاهره قائلا:
" إنها أي زليخا - همت بالمعصية، وهم يوسف بقتلها ان أجبرته لعظيم ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها، وهو قوله عز وجل: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) والسوء القتل والفحشاء الزنا " (3) 36 - قوله تعالى: (قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبلة إلا قليلا مما تأكلون) (4).
فسر الإمام الرضا (عليه السلام) الآية وما قبلها بالحديث التالي: روى الحسن بن علي بن الياس قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: واقبل يوسف على جمع الطعام في السبع سنين المخصبة يكسبه في الخزائن، فلما مضت تلك السنون، وأقبلت السنون المجد به أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الأولى بالدراهم والدنانير، حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلا صار في ملك يوسف.

(1) الميزان 11 / 245.
(2) سورة يوسف / آية 24.
(3) الميزان 11 / 166.
(4) سورة يوسف / آية 47.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست