ب - انه لم يقطع على أي أحد كلامه، وانما يتركه حتى يستوفي حديثه.
ج - من معالي أخلاقه انه لم يمد رجليه بين جليسه وانما يجلس متأدبا.
د - انه لم يتكئ قبل جليسه، وانما يتكئ بعده، مراعاة له.
ه - إنه لم يشتم أي أحد من مماليكه ومواليه، وان أساءوا له.
و - انه لم يترفع على مواليه ومماليكه، وكان يجلس معهم على مائدة الطعام.
ز - انه كان كثير العبادة، وكان ينفق لياليه بالصلاة وتلاوة كتاب الله.
ح - انه كان كثير المعروف والصدقة، على الفقراء وكان أكثر ما يتصدق عليهم في الليالي المظلمة لئلا يعرفه أحد.
هذه بعض مكارم أخلاقه التي شاهدها إبراهيم بن العباس، ومن معالي أخلاقه انه كما تقلد ولاية العهد التي هي أرقي منصب في الدولة الاسلامية لم يأمر أحد من مواليه وخدمه في الكثير من شؤونه وانما كان يقوم بذاته في خدمة نفسه، ويقول الرواة: إنه احتاج إلى الحمام فكره أن يأمر أحدا بتهيئته له، ومضى إلى حمام في البلد لم يكن صاحبه يظن أن ولي العهد يأتي إلى الحمام في السوق فيشغل فيه، وانما حمامات الملوك في قصورهم.
ولما دخل الامام الحمام كان فيه جندي، فأزال الامام عن موضعه، وأمره أن يصب الماء على رأسه، ففعل الامام ذلك، ودخل الحمام رجل كان يعرف الامام فصاح بالجندي هلكت، أتستخدم ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فذعر الجندي، ووقع على الامام يقبل أقدامه، ويقول له متضرعا " يا بن رسول الله! هلا عصيتني إذ أمرتك؟ ".
فتبسم الامام في وجهه وقال له، برفق ولطف:
" إنها لمثوبة وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه " (1).
ومن سمو أخلاقه أنه إذا جلس على مائدة أجلس عليها مماليكه حتى السايس والبواب (2) وقد اعطى بذلك درسا لهم، لقاء التمايز بين الناس وانهم جميعا على صعيد واحد، ويقول إبراهيم بن العباس: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: حلفت بالعتق، ولا احلف بالعتق الا أعتقت رقبة، وأعتقت بعدها جميع ما أملك، ان كان