حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٩
الشخص البيئة التي نشأ فيها الشخص، وكانت البيئة التي عاش فيها الإمام الرضا (عليه السلام) تضم خيرة الرجال، وخيرة العلماء الذين ينتهلون من غير علوم أبيه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام).
إن جميع عوامل التربية الرفيعة، ومكوناتها الفكرية توفرت للامام أرضا (عليه السلام)، فنشأ في إطارها كما نشأ آباؤه العظام الذين هم من ذخائر الاسلام.
سلوكه:
أما سلوك الإمام الرضا (عليه السلام) فقد كان أنموذجا رائعا لسلوك آبائه الذين عرفوا بنكران الذات، والتجرد عن كل نزعة لا تمت إلى الحق والواقع بصلة.
لقد تميز سلوك الإمام الرضا (عليه السلام) بالصلابة للحق، ومناهضة الباطل، فقد كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى، وينعي عليه تصرفاته التي لا تتفق مع واقع الدين، وقد ورم أنف المأمون من ذلك وضاق منه ذرعا فقدم على اقتراف أفظع جريمة وهي اغتيال الإمام (عليه السلام) كما سنوضح ذلك في غضون هذا الكتاب.
وكان سلوكه مع أهل بيته وأخوانه مثالا آخر للصرامة في الحق، فمن شذ منهم في تصرفاته عن احكام الله تعالى جافاه وابتعد عنه، وقد حلف أن لا يكلم أخاه زيدا حتى يلقى الله تعالى حينما اقترف ما خالف شريعة الله.
أما سلوكه مع أبنائه فقد تميز بأروع ألوان التربية الاسلامية خصوصا مع ولده الإمام الجواد (عليه السلام)، فكان لا يذكره باسمه، وانما كان يكنيه، يقول: كتب إلي جعفر، كنت كتبت إلى أبي جعفر (1) كل ذلك لتنمية روح العزة والكرامة في نفسه.

(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست