حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٧
الخدمات للأمة في عالم الاقتصاد، والثقافة، والامن والرخاء... ولو جرد المؤرخون، والكتاب لقب الخليفة، وغيره من الألقاب العظيمة، من هؤلاء الملوك، وأضفوها على الذين خدموا القضايا العظيمة للأمة، لأدوا بذلك خدمة كبرى إلى التأريخ الاسلامي، فقد تعرض الاسلام لكثير من النقود من المستشرقين وغيرهم من الحاقدين على الاسلام بسبب ما صدر عن بعض هؤلاء الملوك من الأعمال المجافية لروح العدالة والقانون معتقدين بأنهم يمثلون الاسلام في تصرفاتهم واعمالهم، ولو أن الناقدين راجعوا احكام الاسلام لوجدوها ندية خلاقة تساير العدل، وتواكب الفطرة، وليس فيها - والحمد لله - ما يساير الظلم بل فيها ما يناهضه ويناجزه، فالتصرفات الشاذة من بعض ملوك المسلمين لا تمت إلى الاسلام بصلة، ولا يؤاخذ بشئ منها.
(11) وليس هذا أول كتاب صدر عن حياة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، فقد صدرت عن حياته عدة دراسات باللغة العربية وغيرها، ومن أهمها - فيما أحسب - " حياة الإمام الرضا (ع) " للسيد جعفر مرتضى، فقد كان ثريا مع تحقيقاته وبحوثه.
ولا يحكي ما الف عن هذا الامام العظيم واقع شخصيته، فذاك أمر بعيد المنال، فقد كان (عليه السلام) يحمل ثراء فكريا لا حدود له، فهو من أئمة الهدى (عليهم السلام)، سدنة الاصلاح الاجتماعي، وورثة علوم النبي (صلى الله عليه وآله).
(12) وقبل أن أفعل هذا التقديم، وأنهي هذا العرض الموجز لما في هذا الكتاب من بحوث أرى من الحق علي أن ارفع آيات الشكر والامتنان إلى سماحة استاذنا المعظم حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حسين الخليفة على ما أولاني من الرعاية واللطف والمساعدات في طبع بعض كتبي... كما أن من الحق والوفاء أن أشيد بالجهد الخلاق الذي أسداه إلي سماحة الحجة العلامة الكبير أخي الشيخ هادي شريف القرشي من ملاحظاته القيمة على هذا الكتاب، ومراجعاته لبعض الموسوعات التي استفدت منها
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست